الجمعة، 21 نوفمبر 2014

約束サイレン




cover.jpg

اسم المانجا : Yakusoku Sieren 
تصنيف المانجا : دراما ، حياة مدرسية ، شريحة من الحياة 
المانجاكا : يوميكا سومومو - Yumeka sumomo 
سنة الاصدار : 2009 
الحالة : مكتملة 
عدد الفصول : 6 

القصة 

قصة تدفئ و تلامس القلب عن توأمين أحدهما يكره كل شيء 
يشبهه و الآخر يحاول أن يوفي بوعد قديم 

------------

رأيي الشخصي 

مثل ما هو متوقع من هالمانجاكا قصصها كلها روعه و تعطي شعور دافي 
أحب لحظات المشاعر اللي تحطها و أحب الطريقة اللي تخلي الشخص 
يحس بكل لحظة و يدخل جوها فكل صفحة ترسمها ="(( 

قصة كلها مشاعر من غيرة و حقد و عفوية و صداقة ، حبيت آيا و كيف
كان يحاول يوفي بوعده رغم اللي فيه ، و حبه لأخوه رغم اللي سواه له
و كيف دافع عنه ="(( 

أنهيت هالمانجا مع دموع تغسل الوجه TT~TT 

تقيمي لها : 10 / 10


للقراءة : هنا

الأربعاء، 23 يوليو 2014

زوايا ..





كل منا يقف في زاوية مطلة على العالم 
كل منا له نظرة مختلفة ، وجهة مختلفة 
انطباع مختلف عما نراه ، فربما ترى 
العالم جميل من زاويتك ، و قد تراه ضيقاً 
معتماً من زاوية أخرى 

حتى المشاكل و الآراء ، لها زوايا مختلفة 
فقد ترى نفسك على صواب حينما يرى
الأخر من زاويته أنك الخطأ بعينه 

لذا حاول ان توسع مدى زاويتك و انظر
من كل الجوانب بقدر المستطاع ، فيزيد فهمك
لما حولك 

الأربعاء، 7 مايو 2014

كلنّ علے ضفة

آهه 

ها قد عدت لنقطة بدايتي من جديد 
حين تذبل نفسي و أنا أراهم من بعيد 
كم هم سعداء 

آهه 

تبتسم تلك و الأخرى تعلو ضحكتها 
عن ماذا يتحدثون يا ترى ؟ 
أشعر بالفضول 

أهه 

لماذا أنا على هذه الضفة ؟
لماذا تركت وحيدة هنا ؟ 
باستطاعتي ان أذهب إليهم لكن … 

أسمع خطوات تقترب مني 
أوه إنها أنتِ ! 
لا مشكلة لديك في مجاراة حديثي ، صحيح ؟ 

بما أنك أتيتِ إليّ 
إذاً أنت ستغنيني عنهم 
و ستعوضيني بضحكاتهم 
إجعلي صوت ضحكتي يتعالى 
و اجعلي الفضول يراودهم 
كي يعرفوا سبب ضحكتي 

لقد كان والدي محقاً فيما قاله 
لا يجب على أن أرافق الكثير 
يكفيني شخص يغنيني عن الجميع 

لكن إنه لشعور مؤلم حقاً ، حينما .. 
تعلم أن قدرك عند أشخاص قد كنت في يوم مقرب لهم أقل مما سبق
تعلم أنك قد بنيت جداراً يعزلك عن هذه الحقيقة و عنهم
تعلم أن لا فرق بوجودك معهم أو عدمه 

لكن ما باليد حيلة ، كلن منا على ضفة و لكلنّ منا له طريقه
و أنتِ لكِ طريقك أيضاً 
و ستكونين على تلك الضفة يوماً ما 

لكن ، لنرجوا من الله أن نجتمع بعدها على ضفة واحدة 

الخميس، 6 مارس 2014

نداء للوطن ✿

منذ أن وطأت قدماي ذهاباً لم تذق عيناي طعماً للنوم ‪, ‬اتخذت من الوحدة مفرشاً   
و اصبح للحنين طعماً مراً . وحدتي من مفارقتي لوطني غالي أخذتها ثمناً لدراسة
هندسة الطاقة النووية في الخارج ، سافرت للخارج منذ بضعة شهور و تبقت لي
سنتين أخرى لأتخرج ، لكن الايام تمضي هنا ابطأ مما كنت أتصور ، اشتقت
لمجالسة أهلي ، و تلك الضحكات في الخيم مع الاصدقاء امام نار الشتاء ، و رائحة
ذلك اللحم الذي كنا نعده على الغداء كل جمعة .  ها انا الآن اتوجه للجامعة بخطوات
متثاقلة بسبب البرد الشديد هنا ، لكن كلما وضعت امل الارتقاء بوطني اشعر و كأن
الثقل قد هان . استطعت الوصول إلى المحطة قبل أن يذهب القطار الذي يوصل إلى
جامعتي التي تبعد عن مكان سكني بمحطة ، دخلت القطار و جلست في مكاني المعتاد
بالقرب من الباب كي أخرج بسرعة ، فكرت باستغلال وقتي بمراجعة المواد إلا أن
أحدهم كان يحدثني بلغة أجنبية ‫:‬ أنت لست من هنا ، أليس كذلك ؟  ألتفت إليه و توقفت
للحظة ثم عرفت انه يتحدث إلي أجبته : نعم ، أنا طالب مبتعث جئت للدراسة .
الرجل : آه يبدو ذلك رائعاً ، أنا جون و أنت ؟ يمد يده للمصافحة ، مددت يدي و
قلت : أنا أحمد سررت بمعرفتك . سألني : من أين انت و ماذا تدرس ؟ أجبته بفخر : أنا من
دولة الامارات العربية و جئت لدراسة الطاقة النووية . بدت علامات الاهتمام والتعجب على
محياه و استفسرني : لكن أليس هذا التخصص صعب قليلاً ؟ أعني هناك أشياء أخرى
تستطيع ان تدرسها . فكرت بتمعن بما قاله ثم أجبت : نعم انا اوافقك على ذلك ، لكن كل
شيء يهون إن كان هذا شيء أخدم و أفيد به وطني و ليس هناك بيادر كافية في هذا المجال .
ضحك بهدوء ثم قال : من النادر أن نجد أشخاصاً لديهم هذه النظرة ، لماذا تريد أن تخدم وطنك ؟
شعرت بأن هذا السؤال لا جواب له ، أعني أن هناك اسباب لا تعد و لا تحصى ، فقلت له : وطني
اعطاني امناً و مسكناً و ذلك المكان الذي دائماً له اعود اعطاني قلماً و دفتراً كي افطن امور
هذا الكون و ها أنا الان ، اغتربت عنه أملاً من أن أجعل من هذا جميلاً مردود . أعجب بردي هذا
و صافح يدي مجدداً و قال : دولة الامارات فخورة كونك فرداً منها ، أحييك على هذا الانتماء .
 توقف القطار عند محطة الجامعة وقفت و ودعته و اتجهت إلى صفي و الابتسامة مرتسمة على
 وجهي ، هذا صحيح ، أنا جئت هنا لكي أنفع بعلمي وطناً و أجعله في الأعالي و الشموخ . أيها
الوطن ، في سبيل رقيك و حمايتك سنكون كالصخر في الصمود . يا إله العالمين ، إحفظ لنا هذا
 الوطن عن كل عدو لدود  و اجعل منه و من شعبه ذخراً لنشر دينك في أقصى الحدود .

✿ ~


مهما مر على تلك الذكرى من سنين أو أيام أو شهور ، لن استطيع نسيانها مهما حصل !

لأنها أظهرت لي قيمة صديقاتي حفظهن الله لي . شاركت مؤخراً في مسابقة على مستوى
الدولة ، لم أضع فالحسبان أن الحظ قد يحالفني ، إلا أن خبر فوزي بالمركز الأول كانت
كماء بارد سكب علي فجأة ، خبر لم اتوقعه أبداً ، بقيت متجمدة لدقائق بعد سماعي للخبر،
لم استطع استيعابه ، بعد أن أيقنت بفوزي أُشعلت مفرقعات قلبي سعادة ، أردت التعبير
عن فرحي ، أردت أن أشارك سعادتي مع أحد ، سمعت التحايا و التبريكات المتكررة ، لم
أشعر بطعم السعادة بعد ، لكنني قدرت لهم تبريكاتهم . مر على فوزي شهران حتى انني
لم أعد اهتم بالخبر . مرت علي فترة كنت في أضعف حالاتي و أعز ضيقتي و كأن ظلام
الكآبة أعمى عيناي عن ما كان أمامي . كنت اتجول في ساحة المدرسة وحيدة ، أتطلع لشيء
 قد يغير لون من سواد حزني ، عدت إلى الصف مترنحة فوجدت صناديق على طاولتي
و ورقة مطوية ، من الذي وضع مشروعه على طاولتي ؟ شعرت بالغيض قليلاً ، استغربت من
عيون صديقاتي اللاواتي كانت تلاحقني منذ لحظة دخولي إلى الصف ، ظننت أنها مجرد
مزحة ساخرة منهن لمحاولة إثارة غيظي ، تجاهلتهن و اردت أن آخذ الصناديق و أرميها فقط،
أخذت الصندوق لأزيحه فإذا بورقة ملونة عليها كتابات بخطوط مختلفة " تهانينا ! تستحقين الفوز! 
مبارك ، نحبك .. " و إلى ما ذالك ، توقفت دقيقة أرى الورقة البسمة ترتسم على وجهي رويداً رويدا،
لا أعرف ما هو المميز بورقة بيضاء عليها كتابات بخطوط و ألوان مختلفة ، لكنها أسعدتني و 
شعرت بأنني أكتفيت بها ، نظرت إليّ صديقتي و قالت : افتحي الصندوق . و ماذا أيضاً ؟
و بماذا تريدون أن تسعدونني أكثر عن ما أنا سعيدة الآن ؟ فتحت الصندوق فإذا بكل شيء
لطالما تمنيته ، ربما قد لا تعني لغيري شيئاً لكنها كانت كنزاً لا استطيع العثور عليه ،  وضعت
يدي على وجهي ، لا أعرف ما هو التعبير الذي يجب اظهاره ، لا أعرف إن كانت ابتسامتي
تكفي للتعبير عن ما كان في داخلي ، ماذا أفعل لأريهن كم انا سعيدة ؟ لم استطع فعل شيء
سوى الاغطي فاهي و الضحك معاً ، يعانقني صديقاتي و يسخرن من ردة فعلي و يحاولن تهدئتي .

فعلاً إن هذه اللحظة التي شعرت بالسعادة و الفرح على نعمة أنعمها الله علي و أتمنى أن الله يديمها لي. 


الأحد، 9 فبراير 2014

لحظات يجب ان تُنسى



هنالك بعض اللحظات لا يجب علينا تذكرها 

كان يجب أن تبقى مستورة تحت غطاء النسيان 

لكن سرعان ما يكشف عنها 

و تدخل في عاصفة من الضيق و كآبة 

تحاول أن تخفي نفسك و تخفي ذلك الجانب الضعيف منك 

دون جدوى 

.
.

لكن إذا أمعنت النظر فيها 

تجد نفسك شاكراً لكل لحظة قاسية عشتها 

لكل شخص قد هجرك 

لكل دمعة ذرفتها 

لكل تلك المشاعر الكئيبة التي خضتها 

لأنها صنعت الشخص الذي تمثله انت
صنعت ذاتك التي تواجه العالم بها 

الخميس، 6 فبراير 2014

"بين اللقاء والفراق"




"بين اللقاء والفراق"
حين أفكر بما مر سابقاً ، من ساعات الرخاء ، و ساعات الشدة ، لازلت أشعر بأنها الافضل ، لازلت أشعر بأن تلك الأوقات كانت أجمل لحظات عمري و الأبقى في ذكراي ، لن تعود مجدداً ، مع أنني طالما أردت أن تدوم أطول ، و تبقى و تستمر ، و لكن شاء القدر و افترقنا ،"أريدك أن تبقي معيقريبةً منيلا تتركيني لوحديلا أستطيع تخيل العالم بدونك ، فقط إبقى بجانبي " هذا ما أردت قوله قبل فراقنا . ذكرياتي معك هي كنزي الثمين الذي دفن في ذهني و كأنه نقش على حجر ، إنها لحظات " بين اللقاء و الفراق ".



" صبآآح العاشر من فبراير " 
صوت منبه يعلو ، تمتد يد عريضة من تحت البطانية و تأخذ المنبه إلى تحت البطانية ، ليخرج من تحتها رأس بشعر أشعث. يتحرك باتجاه النافذة و يفتحها ، حيث رأى غيوم سوداء تغطي أشعة الشمس التي تتداخل ما بين الغيوم لتتنفس ، نظر إلى التقويم بالقرب من باب الغرفة يحك رأسه و يتمتم : انه مثل ذلك اليوم ، هاه ؟ 
يتجه إلى الحمام و يحلق ذقنه و يقص شعره . يأخذ فرشاته و ينظف اسنانه . يبدل ملابسه و يرتدي بدلة رسمية ، يتجه إلى المطبخ و يحمص الخبز ، و إلى أن يجهز الخبز ، يعد له القهوة بالمكينة الفورية ، يشغل التلفاز و قد عرض على شاشته أحوال الطقس .

: بثينة ، إنه العاشر من فبراير مجدداً ، آسف لكن لم أجد بعد عملاً مناسباً لي كما طلبتِ ، لا أستطيع إيقاف شغفي عن التأليف و الكتابة ، انتظري سأتي إليكِ اليوم

صوت ماكينة تحميص الخبز و يليه بثوان صوت يشير إلى ان القهوة قد جهزت ، تناول فطوره و أغلق التلفاز ثم ارتدى حذاءه و خرج.

: بثينة ، لطالما اعتقدت أنكِ مجرد ساذجة منذ أول مرة التقيت بكِ ، كنتِ تتعثرين كثيراً في ممرات المدرسة ، و دائماً ما تصدمين بالجدار ،في المرة الاولى التي حدثتني فيها أذكر انكِ جئتِ إليّ و قلتِ " صديقتي أعجبت بكتاباتك رائعة " لكنك في الحقيقة انت من كانت تعجبها كتاباتي ، لأنك كنتِ الوحيدة التي تقرأ كتاباتي التي كنت أعلقها. استمريتِ على هذا الحال و تقولين ان صديقتك هي التي أعجبتها كتاباتي و أنني يجب أن أصبح مؤلفاً، قولك هذا يجعلني أشعر بالسعادة ، لكنني تمنيت حقاً أن تقولي أنك انتِ من أعجبتِ بكتاباتي . و سرعان ما تحققت أمنيتي و تحولت إلى شيء لم أتوقعه ابداً ، بل كان أفضل مما تمنيت ، شعرت بأنكِ نطقتيبما كان في داخلي ، ما زلت اذكر وجهكِ الخجل و صوتك المنخفض يقول " أحبك " ، لم أصدق ما سمعته حتى أنني استمريت أحدق بك لدقائق . تذكر هذه الامور يجعلني أضحك على نفسي ، كنت كدودة الكتب و عاشق الدفاتر و الاقلام و كأنني آلة صممت للكتابة فقط .



" باقة من الخزامى " 
يتوقف عند محل الازهار ، يفتح الباب و يُقرع ذلك الجرس المعلق على الباب ، ينادي على وسام ، فإذا بشاب و بيده باقة من الخزامى الزرقاء 
وسام برسمية مفتعلة : صباح الخير ، هاهو طلبك ، سيد فادي 
فادي يجاري وسام : شكراً ، تفضل الحساب 
يتجه إلى طاولة ليحاسب و يعطيه الباقي 
وسام باستغراب :تبدو مرتباً على غير عادتك .. 
ينظر فادي إلى نفسه : هل ابدو سيئاً ؟ 
وسام يضحك بخفة ثم يسأل بهدوء : ممم أأنت ذاهب إلى بثينة ؟ 
لحظة صمت كئيبة ، يخترقها صوت فادي المتقطع
فادي : آه نعم ، إنه اليوم كما تعلم .. 
وسام بتعابير حزينه : هكذا اذاً ، لقد مضت سنة بالفعل
فادي يتمتم : نعم ، سنة مرت ، و كأنها قرن
وسام نافياً : لم اقصد ذلك ، لكن الايام تمضي بسرعه كما تعلم ..

يمد يده ليعطيه لباقي 

وسام بابتسامة : بلغها تحياتي و قل لها أنني وجدت البديل المناسب
فادي يرفع حاجبيه : بالتأكيد ستجد بديلاً !
يتجه للمخرج وسام ينادي فجأة : فادي ! لا تنسى الليلة حفلة العشاء مع الاصدقاء  !!
فادي غير مبالياً بالموضوع : أوه حقاً ؟ شكراً للتذكير ..
وسام بخيبة أمل : هل نسيت بالفعل ؟ أنه لم شملنا كيف تنساه 
فادي يلوح بالباقة : لدي أشياء أهم لأتذكرها 

يخرج من المحل و يغلق الباب خلفه

وسام : لم يتغير ابداً ..

و يعود للعمل يغلق باب المحل خلفه 

يتنهد بصوت عالٍ ثم ينظر إلى السماء اللتي لا تزال مغيمة ، ينظر إلى الباقة و يبتسم ثم يكمل طريقه 

: بثينة ، لطالما احببتِ الخزامى ، عندما كنتِ المسؤولة في نادي الزراعة ، كل ما زرعتِه هو أزهار الخزامى الزرقاء بدت و كأنها انعكاس سماء ساعات السحر على بحيرة . و ايضاً عندما اعترف لكِ وسام و أحضر معه باقة من ازهار الخزامى ، سعدتِ كثيراً ، كنت أعلم أنكِ لم تسعدي بالاعتراف بحجم سعادتكِ بالأزهار ، لكنني ما زلت غاضباً أو بالأحرى غيوراً منه ، لأنه رآى أبتسامتكِ اللطيفة . و حتى يوم زواجنا ، كانت أزهار الخزامى هي مابين يديكِ و كأنها روح ترافقكِ حيث ما ذهبتِ ، و زينتي شقتنا بتلكَ الأزهار ، لا أعرف لكن حتى الأن كلما أرى تلك الأزهار أشعر بقربكِ



" آين المفآآتيح ؟! " 
توقف عند تقاطع الإشارة حيث كانت حمراء نظر إلى المحل الذي خلفه ، كان مطعم عائلي ، تنهد و نظر إلى الباقة مجدداً و كأنه يهمس لها : اتذكرين ؟ تظهر ابتسامة على محياه مع ظهور الاشارة خضراء ، أكمل فادي طريقه و ذكرى مضحكة تمر على باله 

: بثينة ، أتذكرين عندما ذهبنا لتناول العشاء هنا ؟ لم يكن عشاءً طبيعياً او رومنسياً ، بل كان يوماً حافل بالمتاعب. أذكر انكِ لم تطهي العشاء بسبب عدم وجود المكونات اللازمة ، و كان حلنا الوحيد الذهاب لتناول العشاء في الخارج مع أن أحد الشروط التي اشترطتها ألا نتناول العشاء من الخارج طالما تستطيعين الطهي ، تناولنا العشاء و دفعنا الحساب

بثينة : آآه اشعر بالشبع ، لنتجول قليلا هنا و هناك
فادي : أنظري كم الساعة الآن ، يجب أن أستيقظ غداً صباحاً لتسليم المخطوطة
بثينه : ألن يأتي المحرر ليأخذها ؟ 
فادي : ألم اخبركِ بأنه مريض ؟ 
بثينة : لا عليك إن لزم الأمر سأذهب لتسليمها بالنيابة عنك ، لذا دعنا نتجول قليلاً 
فادي : حسناً لساعة فقط 

تجولنا لساعات طوال، تمنيت في تلك اللحظة أن يتوقف بنا الوقت و نبقى معاً ، و عندما رجعنا للشقة حيث كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل

فادي : بثينة ، المفتاح 
بثينه : مفتاح ؟ 
فادي : توقفي عن المزاح اشعر بالتعب 
بثينه : أنا أعني ذلك ، اي مفتاح ؟ 
فادي : بثينة !! مفتاح الشقة و ما غيره ؟ 
بثينه تضرب رأسها : تباً 
فادي : ماذا الآن ؟ 
بثينة : مفتاح الشقه في الحقيبه !!
فادي بصدمة : و أين الحقيبة ؟ 
بثينة : أظن أنني نسيتها في مطعم 
فادي : مااااذااااااا !! 

كانت تلك الليلة باردة جداً ، و كنت متعباً ايضاً ، اتجهنا إلى ذلك المطعم إلا أنه كان مقفلاً و لا يوجد أحد فيه ، اضطررنا للانتظار عند الباب الخلفي للمطعم ربما يأتي أحد أو يخرج أحد ، و كما توقعنا ، عند ساعات الصباح الأولى أتى صاحب المطعم و تفاجئ بوجودنا و عندما أخبرناه أسرع بإدخالنا و حضر لنا شاياً ساخناً ، كانت اصابعي زرقاء بينما ما تزال يديك دافئه ، شعرت بالإحباط قليلاً ، و إلى أن دفئت اجسادنا قليلاً أسرعت إلى شقتنا و سلمت المخطوطة و تركت باقي العمل على المدقق بينما كنت ألازم الفراش من المرض ، أصبت بالبرد بينما كنتِ بكامل عافيتك ، مما زادني احباطاً .. 



" ذگرى مؤلِمة "
توقف عند حديقه عامة حيث يلعب الاطفال ، ذهب و جلس على أحد الارجوحات و ظل يتأرجح قليلاً قليلا ، مر طفل صغير من أمام فادي ،أطرق و ظل ينظر إلى حذاءه و أعاد ربطه مجدداً

: بثينة ، لطالما اردتِ أن يكون لدينا العديد من الأطفال ، و لكن ذلك خيب أملنا بعد اكتشاف ذلك المرض الذي أصابك و الذي أعاق كل ما تمنينا أن نصبو إليه ، كنتِ حزينة جداً ، ربما كانت تلك المرة الأولى التي أراكِ فيها برداء من اليأس ، لكن سرعان ما عاد إليكِ بصيص الأمل ، و أكملنا حياتنا و كأن شيئاً لم يكن ، و رفضتِ العلاج ايضاً ، و إلى يومي هذا لازلت أجهل سبب ذلك

ينهض خارجاً من الحديقة العامة ، مبتعداً عنها ببضع مترات ..

: و في تلك الليلة كنتِ تصفين لي فطوراً شهياً أردتِ إعداده في الصباح ، و لا زلت أجهل ما هو و لكنني اشتهيته بالفعل . استيقظت صبيحة العاشر من فبراير على مشهد أليم إعتصر قلبي، حبس انفاسي ، انتزع روحي من محلها ، أراك تحدقين فالفراغ و لا تستجيبين لي ، كنتِ في تلك اللحظة يا بثينة قد غادرتِ العالم الذي كنا نعيش فيه معاً تاركة خلفك ذكرياتنا الثمينة ، و منذ ذلك اليوم و انا أحفر خنادق و أدفن نفسي بها كي أتجاهل حقيقة فقدانكِ الأبدي ، لكن يا عزيزتي ...

يقف أمام قبر ، يضع باقة الخزامى و يجلس ، يمسح على قبرها و يزيل اوراق الشجر المتساقطة ، اغرورقت عيناه بالدمع ، يحاول أن ينطق بشيء ما ، لكنه يشعر و كأن حاجز خانق عند حلقه ، يمسك بحفنة من التراب من تراب قبرها و يقول بصوت منخفض متقطع 

: بثينة ، أريـ .. أريدكِ ، هنا بـ .. بجانبي الآن 

فاضت عيناه بالدمع منذ اللحظة التي نطق بها ، يصك أسنانه بقوة و يغطي على عينيه ، أخرج كل ما في نفسه من حزن مكتوم ، أطلق العنان لمشاعر حبست من ساعات فراق مبكية مؤلمة  ، لدرجة أنه لم يلحظ بأن وسام كان خلفه .. 



" هذا هو ابننا "
إنه العاشر من فبراير مجدداً ، مرت سنة على ذلك اليوم و ها انا اقاد إليك مجدداً ، و لكن بحوزتي صفحات كنزت لحظات بين اللقاء و الفراق ، ها أنا آخذه إليك كي اريك ما اثمرت به تلك اللحظات ، قد يبدو الامر مضحكاً قليلاً ، و لكنني اشعر بأن هذا الكتاب هو ابننا الذي ولد من اللحظات التي عشناها ، حب ، مشاعر ، ألفة ، حزن ، آسى ، كلها بين طيات هذا الكتاب . سأتركه بحوزتك ، لذا استمتعي بالقراءة .