الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

... هل تسمعني ؟



انت .. 

هل تسمعني .. ؟

انت هناك .. 

هل تستطيع سماعي ؟ 

أخيراً انتبهت لوجودي ، لقد كنت اناديك طوال الوقت لكنك لم تنتبه إليّ
لا داع للاعتذار، إنه خطأي على كل حال لكوني غير ملاحظ .. 

من انا ؟ 

حسناً إذا اردت ان اقول لك من اكون ، لا اعرف كيف اصف نفسي لك
لكنني سأحاول أن اشرح لك حالي ربما تعرف من اكون 

كنت وسط الاضواء ، كنت ملفتة للأنظار 
كنت اجذب من حولي ، كان لي حضور يثبت وجودي
لكن ظهرت نقطة سوداء ، صغيرة لا تكاد أن تلاحظ 
لكنني لاحظتها بالرغم تغاضي الناس عنها ، 
ظننت ان هذه النقطة الصغيرة يجب ان تلاحظ من الجميع 
يجب ان يراها الجميع كما أراها أنا ..

لذا سعيت ان اجعلها اكبر كي يراها الناس بشكل اوضح 
و كلما كبرت هذه النقطة اصبحت الاضواء من حولي تخفت 
بدأ عدد من الناس بملاحظتها ، فخطر في بالي 
" حسناً لقد لاحظها بعض الناس ، لكن لم يراها الجميع بعد ! " 
تحولت تلك النقطة إلى حفرة يراها الناس و يتجنبونها 
لمَ الجميع يتجنب تلك الحفره التي سعيت و بذلت جهدي 
كي تصبح اكبر مما كانت عليه ؟ ، كبرت و اصبحت فجوه كبيره 
لكن الناس اظهروا انهم يتجنبونها ، ما العيب في تلك الفجوة ؟ 
حاولت بدوري اتجنب تلك الفجوة لكن سرعان ما انتبهت انني 
كنت بداخل هذه الفجوة ولا يوجد مكان للخروج منه 

كيف وصلت إلى هنا ؟ تسائلت عن ذلك و حاولت 
الخروج لكن ، لم يعد هناك مخرج أو حتى ثقب 
صغير ، بدأت أشعر بظلمة الفجوة ، كانت 
حالكة توحي باليأس ، توقفت عن البحث و كحل بديل
حاولت التعايش مع هذه الظلمة ، تحولت إلى 
شيء غير مرئي ، اصبح وجودي و عدمي واحد
اصبحت كالظل الذي يظهر تاره و يختفي تاره 
اشعر و كأنني أقع في هاوية مظلمة لا قاع لها
استمر بالسقوط و امد يدي لعلني امسك بشيء يخرجني

لكن حدث أن سمعتَ انت صوت ندائي مما اظهر لي بصيص امل
صغير كتلك النقطة السوداء ، لكنها بيضاء ، ها انا امد يدي
انتظر شخص ما ليسحبها او يمد لي حبلاً او حتى خيطاً رفيعاً 
ليخرجني من هذه الظلمة …

إذا تريد ان ابين لك من انا بطريقة أخرى ..
كنت شخصاً ناجحاً متفائلاً ، لكنني لاحظت عيباً فيني
لا يكاد يلاحظ ، فبدأت احاول لفت الآخرين إلى عيبي
إلى أن اصبح عيبي جزءاً لا يتجزأ مني 

هل عرفت من انا ؟ 

إذاً هل ستمد يدك لتخرجني ؟ 
ام تتجاهلني و سأبقى انتظر فالظلام ؟ 

هناك تعليق واحد: