انت ..
هل تسمعني .. ؟
انت هناك ..
هل تستطيع سماعي ؟
أخيراً انتبهت لوجودي ، لقد كنت اناديك طوال الوقت لكنك لم تنتبه إليّ
لا داع للاعتذار، إنه خطأي على كل حال لكوني غير ملاحظ ..
من انا ؟
حسناً إذا اردت ان اقول لك من اكون ، لا اعرف كيف اصف نفسي لك
لكنني سأحاول أن اشرح لك حالي ربما تعرف من اكون
كنت وسط الاضواء ، كنت ملفتة للأنظار
كنت اجذب من حولي ، كان لي حضور يثبت وجودي
لكن ظهرت نقطة سوداء ، صغيرة لا تكاد أن تلاحظ
لكنني لاحظتها بالرغم تغاضي الناس عنها ،
ظننت ان هذه النقطة الصغيرة يجب ان تلاحظ من الجميع
يجب ان يراها الجميع كما أراها أنا ..
لذا سعيت ان اجعلها اكبر كي يراها الناس بشكل اوضح
و كلما كبرت هذه النقطة اصبحت الاضواء من حولي تخفت
بدأ عدد من الناس بملاحظتها ، فخطر في بالي
" حسناً لقد لاحظها بعض الناس ، لكن لم يراها الجميع بعد ! "
تحولت تلك النقطة إلى حفرة يراها الناس و يتجنبونها
لمَ الجميع يتجنب تلك الحفره التي سعيت و بذلت جهدي
كي تصبح اكبر مما كانت عليه ؟ ، كبرت و اصبحت فجوه كبيره
لكن الناس اظهروا انهم يتجنبونها ، ما العيب في تلك الفجوة ؟
حاولت بدوري اتجنب تلك الفجوة لكن سرعان ما انتبهت انني
كنت بداخل هذه الفجوة ولا يوجد مكان للخروج منه
كيف وصلت إلى هنا ؟ تسائلت عن ذلك و حاولت
الخروج لكن ، لم يعد هناك مخرج أو حتى ثقب
صغير ، بدأت أشعر بظلمة الفجوة ، كانت
حالكة توحي باليأس ، توقفت عن البحث و كحل بديل
حاولت التعايش مع هذه الظلمة ، تحولت إلى
شيء غير مرئي ، اصبح وجودي و عدمي واحد
اصبحت كالظل الذي يظهر تاره و يختفي تاره
اشعر و كأنني أقع في هاوية مظلمة لا قاع لها
استمر بالسقوط و امد يدي لعلني امسك بشيء يخرجني
لكن حدث أن سمعتَ انت صوت ندائي مما اظهر لي بصيص امل
صغير كتلك النقطة السوداء ، لكنها بيضاء ، ها انا امد يدي
انتظر شخص ما ليسحبها او يمد لي حبلاً او حتى خيطاً رفيعاً
ليخرجني من هذه الظلمة …
إذا تريد ان ابين لك من انا بطريقة أخرى ..
كنت شخصاً ناجحاً متفائلاً ، لكنني لاحظت عيباً فيني
لا يكاد يلاحظ ، فبدأت احاول لفت الآخرين إلى عيبي
إلى أن اصبح عيبي جزءاً لا يتجزأ مني
هل عرفت من انا ؟
إذاً هل ستمد يدك لتخرجني ؟
ام تتجاهلني و سأبقى انتظر فالظلام ؟
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف