,
.
ليلة باردة ، القمر مكتمل و نوره يعم الارجاء ، و تحت ستائر ظلام الليل
اسرار و خفايا . انها الساعه الحادية عشرة ما قبيل منتصف الليل ، تقوم
ام جوري بتفقد الغاز قبل ان تذهب للنوم ، نور المطبخ مضاء ، فتجد
جواد بيده المشروب و يفكر بعمق ، يحتسي منه شيئاً فشيئاً
تضع يدها على كتفه : في ماذا تفكر و بيدك المشروب ؟
جواد : آه امي ، لقد عدت للتو ، لم اكن افكر في شيء معين
تتفقد الغاز و تغلقه و بعدها تجلس مقابلة له : جواد ، لقد حدثتني اختك
بشأن ذلك
جواد : ماذا قالت ؟
الام: حسناً ، لقد ورثت القدره على ذلك كما كان متوقع
جواد يضغط على الكوب : اذاً هي تمارسه من وقت طويل ؟
الام : نعم ، نستطيع القول بأنها تمارسه منذ صغرها
جواد : و هل كنتي على علم بذلك ؟
الام : لم اعلم عن الامر الا بعد زيارتي الاخيره لوالدتي
جواد يزيد من جرعه المشروب ، يشربها دفعه واحده
الام : توقف عن الشرب بهذا الشكل ستفقد وعيك
جواد بغضب : لماااذا هي الوحيده من اخذت هذه القدرة ؟ لا افهم ذلك
لماذا لم تذهب و تبحث عن روح والدي !!
الام بهدوء : توقف عن قول ذلك جواد ،،،
جواد يقاطها : لا يجب عليها ممارسة هذا الان ، اراهن انها تستخدم هذه
القدره للتجول و التعارف
الام تسيطر على اعصابها : جواد يكفي ..
جواد يصرخ : هل تريد ان تنتحر هي بدورها و تحذو خطا واالدي و يسلب جسد..
تصفع الام جواد صفعة اوقفته عن الحديث : هل انت بوعيك ؟
جواد ينظر لها ثم يلتفت : مازلت بوعيي ، اعتذر ما كان يجب علي قول هذا
الام : حسناً ، ارجو ان لا تنسى انني امتلك القدره على الاسقاط
النجمي ايضاً ..
جواد : هل ستعيدينها الان ؟
الام : سأذهب لملاحقتها و جلبها إلى هنا ، يجب ان تتوقف عن فعل ذلك
جواد يقف متجها لغرفته : اصبتِ القول ، حسناً انا ذاهب ، للنوم
الام : تصبح على خير ..
تأخذ المشروب و تضعه في الخزانه و تغسل الكوب ، تتجه لغرفتها و تجلس
على كرسيها المتحرك : يجب ان اعيد جوري ، لا يجب عليها المغامره في
ذلك ، انها محظوظه لبقائها حية إلى الان ، هذا صحيح ، هذ هو واجبي كأم لها
اكرهه ، اكرهه ، اكرهه ، اكرهه !!
لماذا قتل والدي ؟ لماذا فعل هذا ذلگ اللعين !!
سأقتله ! لن اسامحه ابداً سيختفي للابد !
مشاعر جوريے مشوشة ، الانتقام بدأ يسيطر عليها ، بينما يحاول رامي تهدأتها
الا ان ذلك لم يؤثر بها ..
فراس : اسمحي لي بقتله ، جوري !
جوري : اريد ان انتقم لوالدي بيدي !
فراس : لكنك ستلطخين يداگ بدمه القذر ،
جوري تصمت قليلاً ثم تنظر إليه : اذاً اعتمد عليگ في هذا
تخرج الام روحها متجهة إلى صدا صوت جوري ، تسمع صوت انين جوري
تتبع الصوت فإذا بها في مرج من ازهار الجوري ذات اللون الزهري الفاتح
و الجو مغيم على الدوام و خيوط رفيعه من الضوء تحترق الغيوم ، انه مثل
المكان الذي التقت فيه والد جوري ، تجد جوري تحت شجرة الكرز مع
شابان بجانبها ، الاستغراب على محياها ، ماذا يحدث لجوري ؟
الام تنادي : جوري !!
تلتفت جوري و تنظر خلفها ، و الدموع تغطي وجهها : ا .. امي ؟
رامي و فراس ينظران إلى ام جوري باستغراب ثم يلتفتان إلى جوري
جوري تنهض و تمسح دمعها : امي … منذ متى ؟ كيف اتيتي إلى هنا ؟
ام جوري تقترب منها و تمسك بيدها : يجب ان نعود
جوري : امي انتظري لم انهي اموري بعد ،،
ام جوري : بعد الان ليس لديك اي علاقه بهذا العالم و هذا المكان
جوري : امي ماذا تعنين بذلك ! امي تريثي انتي لم تفهمي الموضوع بعد ..
ام جوري : و كأن الامر يحتج لتوضيح ، فتاه مع شابين مجهولين
و تحدثهما عن القتل
جوري : الامر ليس هكذا امي استمعي الي قليلاً ..
ام جوري تصرخ : هذا يكفي ! لا اريد الاستماع إلى تبريرات مبهمه ، لنعود
جوري : امممممي !!!
رامي يأتي امام والدة جوري يحاول ايقافها : ارجو ان تستمعي الي يا خالتي
ام جوري : ابتعد عن طريقي
رامي يحاول تهدأتها : انا افهم قلقك عليها لكن يجب ان تفهمي الوضع على
الاقل ، ان القضية فيها حياة او موت !
ام جوري :هذا بديهي ! تغادرون اجسادكم بدون وعي بفعلتكم الطائشة
رامي : هل لنا ان نناقش الموضوع في هدوء يا خاله ؟
ام جوري : هذا يكفي لليوم ، انا فقط قررت ان اعيدها و لكن لم اتوقع وجود
هذا الكم المصائب !!
جوري تلتفت إلى رامي : رامي شكراً لكن هذه مشكلتي الخاصه و سأتعامل
معها بنفسي
رامي : جوري لكن ..
جوري : اهتم بأمورك اولاً ، انا لم اغفر لك لاخفائك عني هوية الروح تلك
تتجه جوري و والدتها لوسط المرج و تنظر لما بين الغيوم
جوري : اتسائل عن مقدار الذنب الذي سوف تتحمله ، يا رامي
رامي يحاول التبرير : لكنه طلب مني عدم اخباركِ
جوري : لا اريد ان اجهدك في التبرير ، فكر في طريقه ما للحصول على جسدك
تغادر جوري ذلك العالم من بين تلك الغيوم ، يلتفت رامي إلى فراس
رامي : انا لم اطلب منك ان تشركني في هذا ، و ايضاً اود ان آخذ جسدي
بدون اية مشاكل !
فراس : بصراحة اود شكرگ لفتحگ لموضوع قتل والدها ، ذلك سيجعل
الامور اسهل
رامي : هاه ؟ هوي انت لا تنوي حقاً على قتله صح ؟
فراس : لماذا انت جبان هكذا ؟ اذا كنت تريد لا تفعل ذلك معي فلا تفعل
لانني افعل هذا من اجل جوري
رامي : لا اشعر بالارتياح تجاه هذا ، لكن سأفعل ما استطيع فعله
فراس: من يقوم بمساعدتي يجب ان يلطخ يداه
رامي ينظر إليه : هل انت معتاد على هذه الاشياء ؟
فراس : بالتأكيد ! فهذا هو عملي
تعود روح جوري لجسدها ، تقف على قدميها و تسرع بقفل الباب قبل ان
تأتي والدتها ، ترمي بنفسها على السرير و تختبيء تحت البطانيه و تفكر
في الامور التي حدثت مؤخراً ..
كيف حدث هذا ؟ كيف اتت امي إلى عالمي ؟ و كيف انتقلت روحها هكذا !
ما الذي يحدث بحق الله !! لا اريد رؤية وجهها الان ، لا اريد التفكير بها الان
حسناً غداً سأعود إلى المدرسة من جديد ، و سؤقابل ذلك الوضيع مجدداً
ياله من حقير ، كيف يقدم على فعل هذا ؟ ابي ، هل كنت معي طول هذه ا
تستيقظ جوري على صوت المنبه الذي يصيح عادة عند الساعه السابعة
كسى اللون الاحمر عيناها و حولهما هالات سوداء ، تقوم بارتداء لباس
المدرسة و تأخذ حقيبتها و تخرج من المنزل دون فطور ،شعرها لم يكن
مرتباً على غير عادته، تتجه إلى المدرسة بخطى متمايلة
" سيموت حتماً ، سيموت حتماً " هذا ما يدور في بالها في طريقها إلى
المدرسة ، تدخل إلى الصف و تستعد للحصة الاولى و تنظر إلى النافذة
بقربها ، اصبحت ترى الدنيا بعين باردة ، ثم تبتسم ابتسامة مريبة ، تنظر
إلى طلاب الفصل فلا تجد جسد رامي فتزداد ابتسامتها اتساعاً ، تقع عينا
فيونا على جوري
فيوا تؤشر على جوري : هل انتيے ، جوري ؟
جوري تنظر بعيناها الباردتين : و من اذاً ؟
فيونا : لماذا .. انتي .. تبدين هكذا ؟!
جوري : اهناك مشكله ؟
فيونا : لا ابداً ابداً ، لكن شعرك ليس مرتب قليلاً
جوري : و من يهتم ؟
ثم تكمل تأملها بصمت
فيونا تحاول ان تفتح معها موضوع ما : آه بالمناسبة رامي لم يأتِ بعد
، اتسائل لما …
جوري تصرخ مقاطعةً لها : فاليمت ذلك الوضيع !
لحظة صمت مريبة عمت الصف بعدما صرخت جوريے بذلك
فيونا تنظر اليها و قد صدمتها ردة الفعل تلك : هل تشاجرتما ؟
جوري تتنهد ثم تلتفت إلى النافذه : افضل الا تتحدثي عنه امامي
فيونا بدأت تغضب من تصرفاتها : اذا كنتي غاضبه منه فما دخلي انا كي
تعاملينني هكذا ؟
جوري تنظر إليها : اعاملگ هكذا ؟ ماذا تعنين ؟ انني اعاملك بشگل طبيعي
فيونا تضرب الطاولة بقوة: نعم هذا واضح جداً ، لدرجة انني لم الحظ انگ غاضبة !
تخرج فيونا من الفصل متجهة إلى نادي التنس الذي اشتركت فيه لميس
وجدتها في وسط مباراه تدريبيه ، تدخل فيونا ارض الملعب و تسحب لميس
للخارج ، يتجهان إلى غرفة التبديل القريبة من الملعب
فيونا بغضب : اسمعي لميس ، لقد وصلت حدي ، لم استطع تحمل
تصرفات جوري اكثر من ذلك ! ماذا تظن نفسها تلك الـ =،= "
لميس مستغربه : لكن لما هكذا فجأه بدأتي تتحدثين عن هذا الامر ؟
هل حدث امر ما ؟
فيونا تعلي صوتها : لماذا تعاملني ببرود ؟ لماذا تصرخ علي فجأه ؟
لماذا اصبحت تتجاهلنا مؤخراً ؟ لماذا تغيرت هذا التغيير الجذري فجأه !!؟
لميس تقاطعها : فيونا صوتگ !!
فيونا تسكت قليلاً ثم تطرق برأسها : جوري لم تكن هكذا ، جوري كانت
افضل من الان ، هناك شيء ما ، غيرها لما هي عليه الان ...
ترفع فيونا رأسها و تنظر إلى لميس : هل تعلمين عن الامر الذي تخفيه ؟
هل تعلمين ما يدور في بالها ؟
لميس بتردد : من يدري ما يجول ببال جوري ؟ لطالما كانت جوري فتاة
غامضة و جيده في اخفاء ما في نفسها
فيونا : انت تعرفين صحيح ؟
لميس تتلفت في تردد : كلا لا اعلم ابداً عن هذا
فيونا تنظر في عيناها : انظري في عيناي و قولي الحقيقة
لميس تنظر في عيناها ثم تلتفت : إنها الحقيقة
فيونا تبتعد عنها : كاذبة ، لا اعرف ما هو الشيء لكنه لا يبشر بخير
لميس : اظن ان اخبرتنا جوري عن الامر سيكون افضل من ان اخبرك انا ..
فيونا : هكذا اذاً ؟ حسناً اعتذر عن مقاطعة مباراتگ ، انا ذاهبة إلى الصف
تخرج فيونا من الغرفه ثم تلتفت و تسمع صوت لميس تنادي
لميس تنادي عليها : هوووي فيوونا ! الغداء سوف يكون على حسابي اليوم
في المطعم المعتااااد !
فيونا ترد عليها : حسناً قبلت اعتذارك
تبتسم لميس ثم تعود للملعب بخطى متباطِئة و أمر جوري هو ما يشغل بالها
------------------------------------------------------------------------------------------------------
أسئلة للمتابعين
- ما رأيک بالاحداث الجديدة ؟
- هل تعتقد ان جوري تستطيع الاخذ بزمام الامور ؟
- ماذا تتوقع ان يكون عمل المعلم فراس ؟
- ما رأيك بأسلوب الكتابة مقارنة بالسابق ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق